حرق تحت السيطرة

قد تبدو أعمال جوليان شاريير، حرق تحت السيطرة ومنطقة منتصف الليل متضادين؛ ولكنهما في الواقع يجسدان رسالة تحذيرية مماثلة.

يدعو حرق تحت السيطرة المُشاهد في رحلة كونية عبر الزمن السحيق، محلقًا في مشهدٍ جوي من الألعاب النارية الصاخبة. تم تصوير هذه الرحلة المُربكة من منظور المُتفرج وباستخدام طائرة دون طيار، وتعرض مناجم الفحم المفتوحة ومعدات التنقيب عن النفط المتوقفة عن العمل، إضافة إلى أبراج التبريد الصدئة. تتقاطع انفجارات الألعاب النارية مع ومضات تُظهر نبتات السرخس والفراشات، وهي كائنات تطورت في الغابات الكربونية التي تنتج الكثير من الفحم الذي نستخدمه اليوم.

يُخرج العمل مشهدًا مُتخيلًا لعودة درامية إلى وقت ما قبل الدخان، حيث مصادر الطاقة ضمنية الانفجار، وذلك من خلال ربط الألعاب النارية الاحتفالية بهياكل مواقع الاستخراج والزخم المتفجر والتقادم التكنولوجي الزائل.

في المقابل، يستدرج العمل التركيبي الضوئي، منطقة منتصف الليل، الزوار إلى أعماق البحار السحيقة، ويُشبه آلة الأحلام الدوارة التي تعكس أشعة الضوء حول الغرفة بشكل مكثف باستخدام منارة إرشادية ذات عدسة فرينل كلاسيكية.

سبق للفنان أن أغرق هذه المنارة نفسها على عمقٍ يزيد عن ألف متر تحت سطح البحر، حيث التقت بمخلوقات مضيئة ذاتيًّا في المناطق الأحيائية التي هي أبعد من ما وصل إليه البشر مطلقًا. تُعرَض المنارة مُحاطة بالحبل المتشابك الذي أغُرقت به ويبلغ طوله أربعة كيلومترات، لتظهر كمخلوق بحري شبكي وغريب مُحاط بالملح الجاف. يُعد هذا العمل التركيبي المُصمم خصيصًا للموقع دعوةً للتفكير في الأجزاء غير المفهومة وغير المستكشفة من العالم، والتي تتعرض لخطر الاندثار بسبب الأفعال البشرية والاستخراجات المأمولة.