كان عمل سارة عبده الفني يصف الشخصيات الحزينة بطريقة مجسمة توضح معاناة البشر على الأرض. وغالبًا ما تتناول موضوعات الذات والذاكرة والوطن وتتحدث عن الموت والخلود، مع إشارات سريعة عن العقل الواعي واللاواعي. منذ عام 2017، تبنت سارة في عملها الفني استراتيجيات التجسيد، وركزت على السمات الزمنية والمكانية والعاطفية والشخصية، سواء في الحالة التأملية التي تكون نتاج عملية مضنية وشاقة، أو عند إيجاد معنى للمواد التي تختارها. في أعمالها الأخيرة، اهتمت سارة عبده بالرموز التذكّرية الحسية والتي تدفع المشاهد إلى الاتجاه نحو التأمل والتفكير بهدف مصالحة الذات وإحياء الذكريات.
الآن بعد أن فقدتك في أحلامي أين نلتقي؟ 2021، تحيي سارة عبده ذكرى الأحلام في هياكل صلبة مصنوعة من الصابون مستوحاة من طقوس تعطير الجثة ضمن تقاليد الجنازة الإسلامية. وقد ابتكرت جدارًا منحنيًا ونقش شبكي من ألواح الصابون بخلط السدر والكافور. محاولة للتفاوض مع الموت وتعبيرًا عن أنه يرمز إلى أمر ينهي كل الذكريات.
عمل بعنوان “”الحاضر الأبدي”” لعام 2022 يتكوّن من 15 ورقة معلقة، تحاول سارة عبده في كل ورقة أن ترسم خط مستقيم باستخدام الحناء كحبر، وهي مادة ترمز إلى الوقت وسرعة مرورة ومدى تأثيره علينا. العالم الذي يتجلى من خلال فعل التكرار والاستسلام، وينطوي العمل الفني في مجمله على توثيق لا نهاية له.