الرئيسية|المدونة|غير مصنف|صناعة الغد: الإبداع ينبض بالحياة في ورش العمل المجتمعية لطويق للنحت 2025
صناعة الغد: الإبداع ينبض بالحياة في ورش العمل المجتمعية لطويق للنحت 2025
08-07-2025

بينما أعاد “طويق للنحت 2025” تشكيل الفضاءات العامة في المدينة عبر أعمال فنية ملهمة، فتحت ورش العمل المجتمعية التابعة للبرنامج أبوابها للزوار لاكتشاف طاقاتهم الإبداعية الكامنة. وقد صُممت هذه الورش لتشمل جميع الأعمار والخلفيات، فجمعت المشاركين من مختلف الشرائح ليشكّلوا، ويطلوا، وينحتوا، ويحلموا معًا.

واستلهامًا من روح الملتقى، حوّلت هذه الورش تجربة صنع الفن إلى مغامرة جماعية نابضة بالحياة، ربطت مجتمع الرياض الإبداعي بكل من كان على استعداد لحمل فرشاة، أو قطعة طين، أو أداة رسم ليصبح الفن مساحة مشتركة للتعبير والانتماء.

إعادة تخيّل المشهد الحضري من خلال التكعيبية المعمارية

دعت بعض الورش المشاركين إلى تأمل المدينة بعيون جديدة. ففي ورشة “العمارة التكعيبية في الرسم”، قدّم الفنان خالد آل بخيت منهجًا لتحليل المشاهد المألوفة وتحويلها إلى تركيبات هندسية متعددة الطبقات. أتاح هذا الأسلوب للمشاركين إعادة رسم أفق الرياض بأشكال جريئة، وزوايا متكسّرة، وألوان نابضة بالحياة. وقد خاض الأطفال والبالغون هذه التجربة معًا، محوّلين الأبراج والنوافذ والمآذن إلى لوحات تجريدية تنبض بطاقة المدينة وتعكس تنوّعها البصري والثقافي.

المدينة.. لوحة جماعية

في ورشة “المجتمع كلوحة فنية”، شجّع محمد الفرج المشاركين على الرسم جنبًا إلى جنب، لخلق جدارية واحدة ضخمة من مئات ضربات الفرشاة، ليحل روح التعاون محل العمل الفردي، وكل لمسة لونية تصبح جزءًا من عمل جماعي نابض بالحياة، يعكس مفهوم بناء المدينة ليس فقط من خلال البنيان، بل عبر القصص والانتماء.

فن بين الأجيال

في ورشة “الفن بين الأجيال”، أعادت غادة المالكي توجيه البوصلة نحو العائلة والذاكرة، محتفية بجمال الأيادي المتشاركة في تشكيل رؤية واحدة. هنا، جلس الأجداد بجوار الأحفاد، والآباء إلى جانب الأبناء، وحتى الغرباء من أجيال متباعدة توحّدهم كتل من الطين، وأرواح منفتحة على الحوار. تحوّلت الطاولة إلى مسرح للتلاقي الصامت بين الماضي والمستقبل، حيث عبّرت كل لمسة عن حكاية، وكل انحناءة من الطين عن شعور، وتذكرنا بأن الإبداع لا يعرف عمرًا، بل يزدهر حين تلتقي الأجيال حول طاولة واحدة.

تأمل داخلي من خلال الأنماط الإسلامية

في ورشة “الرسم في النمط الهندسي الإسلامي”، قدّم باسم زودة للمشاركين تجربة تأملية في عالم التصميم التقليدي، حيث يتحوّل فرجار بسيط ومسطرة إلى مفاتيح لكون من التماثل والدقة. أدى تتبع نجمة مثالية أو بناء وردة هندسية إلى لحظات من السكون والتأمل، وربط المشاركين بتراث فني عريق يعود لقرون مضت. كانت التجربة بالنسبة للكثيرين عودة إلى الإبداع البطيء المقصود، في زمن تسوده السرعة والنتائج الفورية.

الإبداع لغة الجميع

رغم أن النحاتين المحترفين واصلوا نحت أعمالهم الفنية الكبرى، إلا أن روحًا واحدة كانت تنبض في كل ورشة: الإبداع ليس حصرًا على فئة معينة، بل هو لغة يمتلكها الجميع. من ضربات الفرشاة إلى الخطوط الدقيقة أو الطين المشكّل، الإبداع يتجاوز الحدود، ويدعو إلى التعاون، ويتجذّر في آنٍ واحد بين التقاليد والخيال، بين الذاكرة والرؤية.

أثر يتجاوز الأعمال الفنية

تركت ورش العمل في ملتقى طويق للنحت 2025 ما هو أبعد من المنحوتات؛ زرعت بذورًا. بذور تواصل، واكتشاف، واعتزاز بمدينة الرياض التي تواصل صياغة هويتها، لا فقط بما تبنيه، بل بما تجرؤ على أن تحلم به.