عالج عمل عبدالله العثمان الادراكي متعدد الوسائط، قضايا هامشية للحياة ومعضلات البشر ونضالاتهم في تلك الحياة. ففي عمله “كازينو الرياض” (2021)، الذي جاء ضمن سلسلة “كَتبتهُ المدينة”، يخاطب العثمان لغة المدينة عبر لافتات ضوئية مثبتة فوق مباني الرياض القديمة التي تعود إلى حقبتي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.
وقد ابتكر العثمان لافتات نيون جديدة مستمدّة من كلمات اللافتات القديمة للخروج بتحليل لغوي فريد لمدينة الرياض وإحياء لذاكرة المكان. ففي هذا العمل يحيي الفنان ذاكرة “كازينو الرياض” المكان الذي كان مقر للتجمعات الاجتماعية وتناول وجبة العشاء في الرياض في فترة الستينات من القرن الماضي وفي عام 1969م حل محله برج مياه الرياض الحالي في حديقة الوطن. هكذا، ومن خلال اللعب على عاملي الاختيار والتمكين، عكست عبارات تلك اللافتات تأثير مكانها الاجتماعي والفراغي الأصلي الذي استمدت منه ، مع استحضار كل ما في الذاكرة الجماعية والثقافية حول ذلك المكان والزمان، لينجح أخيراً في إعادة تقديم مدينة الرياض للمتلقي على شكل لوحة “نيون” بصرية معاصرة تعيد تكوين الكلمات التي حملتها تلك اللافتات وجعل مدينة الرياض تبدو وكأنها الشاعر نفسه!