نحت المستقبل

من خلال عمل “نحت المستقبل” (2022)، يطرح عُبيد الصافي تساؤلات عن العلاقة بين الصحراء والحضارة التي انبثقت عنها، ويتطلع إلى تتبع الروابط بين تاريخ المملكة العربية السعودية وحاضرها. يعمد الصافي في عمله إلى تجميع نوع من الذاكرة الجمعية باستخدام الذكاء الاصطناعي بناءً على الكم الهائل من البيانات الموجودة بالفعل – وهي صور الصحراء في هذه الحالة. ويعرض الصافي باستخدام الهياكل البلورية مقطع فيديو ينتقل بين صور الكثبان الرملية وصور لمدينة الرياض.

وعبر تمركز عمله الفني في الصحراء، يحثنا الصافي على تغيير منظورنا عن الصحراء باعتبارها مساحة من الفراغ، لتصبح مكانًا للبدايات الجديدة. ورغم أن الصحراء تبدو مساحة شاسعة من الفراغ، لكنها في الوقت ذاته غنية بالرمال وهي المكون الأساسي لصناعة الرقاقات الإلكترونية. تشكل التقنيات الحديثة مثل استخراج البيانات نواة لأشكال جديدة من الذكاء الاصطناعي، لكنها قد تكون أدواتٍ للتعبير الإبداعي أيضًا، من منظور الصافي الفني. وبما أن الفنان ينظر للصحراء باعتبارها ملقتى للكنوز الروحية؛ فما الأحلام التي قد تنشأ عن هذه البدايات؟

وفي ظل واقعنا سريع التغير، يحاول هذا العمل فهم تاريخ المملكة ومستقبلها، وفي الوقت نفسه يتأمل طبيعة التقنيات الجديدة وعلاقتها بالبيئة، ومدى تأثيرها على البيئة والمجتمع والوجود البشري بأكمله.