لا يزال من هنا

يستلهم فاي ستوديو من المعرفة التي طورها البدو الرُّحل، مثل وسائل تحديد الطرق وسُبل الأمان في بعض أكثر بيئات العالم صعوبة للمعيشة. يتكون عمل “لا يزال من هنا” من عنصرين رئيسين، الأول هو الدائرة المُضيئة التي تشكل تقسيمًا حرفيًّا ومجازيًّا في الأرض، وكان البدو يرسمون هذه الدوائر على الرمال لتحديد مكان نومهم ولإنشاء خندق لحمايتهم من الثعابين والعقارب، أما الثاني فهو الصولجان المُضاء، والذي كان يتم استخدامه كعصا للمشي ونوع من البوصلة الاسترشادية، فقد كان يضعه المسافر قبل أن ينام مُشيرًا إلى اتجاه سفره في اليوم التالي. أتاحت الأداتان للبدو تأمين محيطهم من حيث الوجود والاتجاه. في عملهما المُصمم خصيصًا للموقع، قام فاي ستوديو بتكييف آلية الأمان هذه، بحيث تشير الصولجانات إلى اتجاه مدينة الرياض. تُعتبر الأرضية المضيئة في المحيط الداخلي للدائرة منطقة تفاعلية، حيث يستطيع الزوار الرسم على الرمال في ممارسة تأملية تُصبح شكلًا من أشكال وضع العلامات التي تسمح للمشاهد بالمشاركة الفعالة في العمل. يُشجع “لا يزال من هنا” هذا التفاعل الحسي لتعظيم الشعور بالأمان الصادر عن الدائرة، إضافة إلى اليقين الذي يوحي به الصولجان من خلال تأكيده للوجهة. يُعزز العمل الثقة في التجارب الموروثة وفائدتها، ويُظهر المعرفة البدوية من جديد.