الماضي المبكر

استوحت الفنانة والمصممة بشائر هوساوي عملها الفني بعنوان “الماضي المبكر” (2022) من إحدى الممارسات اليومية التي اعتادت والدتها القيام بها باستمرار أثناء نشأتها والتي كانت معجبة بطبيعتها التكرارية. وكانت الفنانة تراقب تلك الممارسة وتتأملها بصمت في محاولة لاستيعابها.
فالبرغم من صغر سن بشائر التي كانت تراقب هذه العملية باستمرار دون فهمها فإنها لازالت تتذكر والدتها وهي تقوم بغسل الملابس وتجفيفها تحت الشمس، وكذلك تتذكر تجفيفها لليمون. وكان لتلك الممارسة أثراً واضحاً في حياتها حتى أنها كانت تستعين بالليمون المجفف لمساعدتها على الشفاء من الأمراض. وبالنسبة إلى تركيبها الفني في احتفال نور الرياض، أنشأت بشائر أشكالاً مضيئة ترمز لقطع الليمون تلك.
عُرضت عناصر العمل بألوان مختلفة متناثرة في منظر طبيعي عُشبي؛ وتم محاكاتها بالضوء الاصطناعي في الليل – لتمثل المراحل المختلفة من عملية التجفيف. الاهتمام بمفاهيم الهوية الثقافية والانتماء، والحنين إلى الماضي، كانت تتشكل في أعمال الفنانة التي تشمل ملاحظة الأشياء من حولها.
يتعلق هذا العمل تحديدًا بالظاهرة الطبيعية لدفء الشمس والمهام المنزلية البسيطة – مثل تجفيف الليمون. تعطي الفنانة في هذا المكان العام أهمية كبيرة للممارسات اليومية المتواضعة بتقديم منحوتات لقطع الليمون تلك.